|
|
إنه يهبكم ذاته! |
القدِّيس أغسطينوس |
أنا لحبيبي، وحبيبي لي، الراعي بين السوسن (نش 6: 3).
|
هل يوجد ما هو أثمن من نفوسكم؟ حقًا لا يوجد سوى الله نفسه، فخارجًا عنه لن تجدوا أفضل من نفوسكم، لأنكم حين تكونون كاملين تصيرون كالملائكة، ليس من هو أعظم منهم سوى خالقهم. ارفعوا قلوبكم إليه، ولا تنزلوا بها إلى ما هو أسفل، قائلين: هذا ليس في مقدورنا! ربما لا تنالون المال الذي تطلبونه. فإنه ليس دومًا حين تسعون إليه وتطلبونه تنالونه، لكنكم إذا اشتقتم إليَّ الله يمكنكم أن تقتنوه. بل حتى قبلما ترغبون فيه يقترب إليكم. حينما تهربون منه يدعوكم، وأخيرًا إذ تأتون إليه بخوفٍ، وتعترفون بخطاياكم في رعبٍ بحنوٍ يعزيكم. كل ما ترونه جميلاً، كل ما هو حسن، تحبونه لأنه من صنعة الله. إذ تتطلعون إلى هذه الأمور كلها لتشتاقوا إليه أكثر من اشتياقكم إليها. حبوه، وطهروا قلوبكم بالإيمان، لكي ما تروا ذاك الذي وهبكم وجودكم، وكل ما لديكم. اذكروا أن الذي أعطاكم سعادة هذا العالم قدمه (المسيح) لراحتكم. إنه يهب كل البشر الشمس والمطر والمحاصيل وينابيع المياه، وسيهبكم نفسه عطية! غمرتني بفيض من عطاياك العجيبة. أتنسم فيها رائحة حبك لي. فتجوع نفسي إليك! لن تشبع نفسي إلاَّ بك! هب لي ذاتك، واقبل حياتي ملكًا لك! أنت لي وأنا لك، يا أيها العجيب في حبه!
|
|
|
قطعة الماسة
|
في أحد الأيام و قبل شروق الشمس ... وصل صياد إلى النهر ، و بينما كان على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر ... كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا ، و جلس ينتظر شروق الشمس ... كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله .... حمل الكيس بكسل و أخذ منه حجراً و رماه في النهر ، و هكذا أخذ يرمى الأحجار ... حجراً بعد الآخر ... أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء ، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر ... اثنان ... ثلاثة ... وهكذا .
سطعت الشمس ... أنارت المكان ... كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجراً واحداً بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله ... لم يصدق ما رأت عيناه ... لقد ... لقد كان يحمل ماساً !! نعم ... يا إلهي ... لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر ، و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده ؛ فأخذ يبكي ويندب حظّه التّعس ... لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب ... و لكنّه وسط الظّلام ، رماها كلها دون أدنى انتباه .
عزيزى القارئ
ألا ترى أنّّ هذا الصّياد محظوظ ؟! ... إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة في يده ... كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً ... وهذا لا يكون إلا للمحظوظين وهم الّذين لابدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين ... وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبداً ... يرمون كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!
|
|
|
|