تتبعنا
المتكلمين
|
|
|
|
عُميان محرومون من نور الرب! |
العلامة ترتليان |
|
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات (مت 3: 2).
|
يوجد نوع من الناس - كنا من ضمنهم فيما مضى - عُميان محرومون من نور الرب، لا يرون في التوبة سوى شعور روحاني مؤلم يتولد من الندم على قرار سابق. إنهم بعيدون عن أن تكون لديهم فكرة معقولة عن التوبة، بقدر ما هم بعيدون عن مصدر العقل ذاته. فالعقل من الله، وليس هناك من شيء إلاَّ وكان بترتيب سابق من الله خالق كل الأشياء، جعلها مرتبة بطريقة معقولة؛ كما لا يوجد شيء إلاَّ ويجب أن نفهمه ونتأمله بعقولنا حسب إرادة الله. لو كانوا كأناس يعرفون الله يبدأون بتقدير فائدة التوبة، لكانوا يمتنعون عن الخطية، إذ تمسكهم مخافة الرب. فإنه حيث لا توجد مخافة لا يكون إصلاح للروح؛ وحيث لا يوجد إصلاح روحي تكون التوبة باطلة، لأنها لا تأتي بالثمر الذي جعلها الله من أجله، أي خلاص الإنسان. لأن الله نفسه، بعد كل تلك الأخطاء العظيمة التي اقترفها البشر منذ آدم، وبعد أن حكم على الإنسان، وطرده من الفردوس، وأخضعه للموت، عاد سريعًا إلى رحمته، وحمل العقوبة في ذاته. فمزق الصك وتعهد بالمغفرة لصنعة يديه، صورته. جعل لنفسه شعبًا أغدق عليه من خيراته الوفيرة. وبالرغم من نكران الشعب للجميل مرات كثيرة، كان يحثه على التوبة، فتكلم بفم الأنبياء، ووعد بالنعمة التي بها ينير العالم بروحه القدُّوس في آخر الأيام، ورتب أن تأتي معمودية التوبة أولاً حتى تكون علامة سابقة لأولئك الذين تدعوهم نعمته للموعد الذي وعد به جنس إبراهيم . يا ابني تعرّف على عطية الروح القدوس الذي فيك: يحوِّل ظُلمتك، ليجعل منك نورًا يسطع عليك بهاء مجدي. يحوِّل برِّيتك إلى فردوسي المثمر. يحوِّل عطشك إلى ينبوع داخلي، يفيض بمياه فائقة تُروي الكثيرين. ويحوِّل موت نفسك إلى القيامة معي.
|
|
|
|
|
قصة العدد
|
أراد أحد المتفوقين أكاديميا من الشباب أن يتقدم لمنصب إداري في شركة كبرى.
وقد نجح في أول مقابلة شخصية له, حيث قام مدير الشركة الذي يجري المقابلات بالانتهاء من
آخر مقابلة واتخاذ آخر قرار.
وجد مدير الشركة من خلال الإطلاع على السيرة الذاتية للشاب أنه متفوق أكاديميا بشكل كامل
منذ أن كان في الثانوية العامة وحتى التخرج من الجامعة, لم يخفق أبدا !
سأل المدير هذا الشاب المتفوق: "هل حصلت على أية منحة دراسية أثناء تعليمك؟"
أجاب الشاب: "أبدا"
فسأله المدير: "هل كان أبوك هو الذي يدفع كل رسوم دراستك؟"
فأجاب الشاب: "أبي توفي عندما كنت بالسنة الأولى من عمري, إنها أمي التيي تكفليت بكيل
مصاريف دراستي".
فسأله المدير: "وأين عملت أمك؟"
فأجاب الشاب:" أمي كانت تغسل الثياب للناس"
حينها طلب منه المدير أن يريه كفيه, فأراه إياهما ... فإذا هما كفين ناعمتين ورقيقتين.
فسأله المدير:"هل ساعدت والدتك في غسيل الملابس قط؟"
أجاب الشاب:" أبدا, أمي كانت دائما تريدني أن أذاكر وأقرأ المزيد من الكتب, بالإضافة إلى أنها
تغسل أسرع مني بكثير على أية حال !"
فقال له المدير:" لي عندك طلب صغير ... وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها, ثيم
عد للقائي غدا صباحا"
حينها شعر الشاب أن فرصته لنيل الوظيفة أصبحت وشيكه ... وبالفعل عنيدما ذهيب للمنيزل
طلب من والدته أن تدعه يغسل يديها وأظهر لها تفاؤله بنيل الوظيفة .
الأم شعرت بالسعادة لهذا الخبر, لكنها أحست بالغرابة والمشاعر المختلطة لطلبه, ومع ذليك
سلمته يديها ...
بدأ الشاب بغسل يدي والدته ببطء , وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما ... كانت المرة الأولى
التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين, كما أنه لاحظ فيهما بعض الكدمات التي كانت تجعل
الأم تنتفض حين يلامسها الماء ... كانت هذه المرة الأولى التي يدرك فيها الشاب أن هاتين
الكفين هما اللتان كانتا تغسلان الثياب كل يوم ليتمكن هو من دفع رسوم دراسته, وأن
دنيا الطفل
85
الكدمات في يديها هي الثمن الذي دفعته لتخرجه وتفوقه العلمي ومستقبله.
بعد انتهائه من غسل يدي والدته, قام الشاب بهدوء بغسل كل ما تبقى من ملابس عنها.
تلك الليلة قضاها الشاب مع أمه في حديث طويل.
وفي الصباح التالي توجه الشاب لمكتب مدير الشركة والدموع تملأ عينيه,
فسأله المدير: "هل لك أن تخبرني ماذا فعلت وماذا تعلمت البارحه في المنزل؟"
فأجاب الشاب: "لقد غسلت يدي والدتي وقمت أيضا بغسيل كل الثياب المتبقية عنها"
فسأله المدير عن شعوره بصدق وأمانه.
فأجاب الشاب: أدركت معنى العرفان بالجميل, فلولا أمي وتضحيتها لم أكن ما أنا عليه الآن من
التفوق ... وبالقيام بنفس العمل الذي كانت تقوم به, أدركت كم هو شاق ومجهد القيام ببعض
الأعمال ... كما أدركت أهمية وقيمة العائلة."
عندها قال المدير: "هذا ما كنت أبحث عنه في المدير الذي سأمنحه هذه الوظيفة, أن يكيون
شخصا يقدر مساعدة الآخرين والذي لا يجعل المال هدفه الوحيد من عمله ... لقد تم توظيفك
يا بني"
فيما بعد, قام هذا الشاب بالعمل بجد ونشاط وحظي باحترام جميع مساعديه.
كل الموظفين عملوا بإتقان كفريق, وحققت الشركة نجاحا باهرا.
|
|
|
|
|