تتبعنا
المتكلمين
|
|
|
|
أنت الذي تُزين جدران منزلك |
القدِّيس باسيليوس الكبير |
|
احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح (غل 6: 2).
|
بمَ تجيب الله، الديان العادل، أنت الذي تزين جدران منزلك، ولا تكسو أخاك؛ تزيّن خيولك، ولا تلتفت إلى بؤس أخيك؟ وأنت الذي تدع السوس يقرض قمحك، وتبخل به على الجائعين. وأنت مكدِّس الذهب، ولا تنهض لمعونة المعوزين؟ تقول: إلى من أسأت في حبسي مالي؟ قل لي: ماذا يخصك؟ ممن تسلمت هذه الأموال جميعها حتى تحتفظ بها لمنفعتك؟ ألست كمن يتخذ مقعدًا في ملعب ثم يمنع غيره من الدخول إليه، كأن له وحده ما هو للجميع. هذا هو حال من يملكون شيئًا، يحسبون أن لهم الحق في أن يستولوا على ما قبضوا عليه قبل غيرهم من الرزق العام. لو كان كل واحد يكتفي بالضروري، ويترك ما زاد عن حاجته للفقراء، لما كان هناك فقير وغني. أما خرجت عريانًا من بطن أمك؟ ألست تعود بعد عريانًا إلى التراب؟ أما أموالك هذه فممن تملكتها؟ فإن قلت: من الصدفة كنت كافرًا لا مسيحيًا. وإن قلت: من الله ومن عنايته، ففسر لي سبب عطيته هذه. أتعدّه ظالمًا حين وزع ضرورات الحياة توزيعًا غير متساوٍ؟ بأي حق تكون أنت موسرًا وجارك معسرًا؟ أليس ذلك لكي تُجازى على حنوك، وعلى إدارتك مالك حسب مقاصد العناية، ولكي يجازى جارك على ما قاسى من الفاقة والألم في محنته؟ وأنت الذي تستأثر بأموالك بخلاً وطمعًا، أتظن أنك لا تضر أحدًا بينما تمنع الضروري عن عدد عظيمٍ من اخوتك؟ من هو البخيل؟ من يعجز عن الرضا بالضروري. ومن هو اللص؟ من يسلب ما للآخرين. ألست بخيلاً، ولصًا، أنت الذي تحول لنفعك الخاص ما لم تتسلمه إلاَّ لتُحسن إداراته؟ من سرق ثوبًا فهو لص، ومن لا يكسو عاريًا وهو قادر، أفلا أن يدعى لصًا؟ إنّ ما تخزنه من الخبز إنما هو للجياع، وما تحرص عليه من ثوب إنما هو للبائسين، وما عندك من حذاء متروك للبلى فهو لمن يسيرون حفاة، وما تخفيه من مالك في صندوقك فهو لأخيك. إنك تظلم من الناس كل من كنت قادرًا أن تعطيهم . هب لي أن أنال بركة اللقاء معك في كل محتاج! أراك، فأشتهي أن أتمتع ببركة العطاء! أقدم لك مما أعطيتني! أود أن أقدم كل ما لي بل وكل حياتي لأولادك واخوتك!
|
|
|
|
|
الطفل الذى ابكى الرب يسوع
|
أعتاد جون كل يوم يمر على الكنيسة ليسلم على الرب يسوع ويصلى ... ولكى يمر على الكنيسة كان يعبر طريق خطر تسير فيه العربات بسرعة شديدة , وكان كاهن الكنيسة الأب كيرلس يحب جون جداً ... ولما عرف أنه يعبر طريق خطر أقنعة بأن يمسك بيدة عند عبور الطريق.
وفى يوم كان جون يصلى ويقول للرب يسوع أنت تعلم أن امتحان الرياضيات كان صعباً جداً ولكني رفضت الغش فيه مع أن زميلي كان يلح على ... وأنت تعلم أن أبى لم يكسب هذه السنة وليس لدينا الآن أكل ولكنى أكلت بعض لقمات من العيش مع الماء, وأنا أشكرك جداً على ذلك ... ولكنى وجدت قطاً قريباً منى وكنت أشعر بأنه جائع فأعطيته بعض لقامات من عيشى ... هذا مضحك أليس كذلك؟ عموماً أنا لم أكن جائعاً جداً ... أنظر يا بابا يسوع ... هذا هو أخر زوج حذاء عندى ... وربما سأضطر للمشى حافياً إلى المدرسة قريباً لأن حذائى مقطع ومهلهل ... ولكن لا بأس فعلى الأقل أنا سأذهب إلى المدرسة لأن أصدقائى تركوها لكى يساعدوا أهلهم فى الزراعة فى هذا الموسم القاسى ... أرجوك يا بابا يسوع أن تساعدهم لكى يعودوا للمدرسة ... اَه شئ اَخر أنت تعرف بأن أبى قد ضربنى مرة أخرى, وهذا شئ مؤلم لكن لا بأس (مش وحش) لأن الألم سوف يزول بعد فترة ... المهم أن لى أباً وهذا أشكرك عليه ... هل تريد أن ترى كدماتى (مكان الضرب)؟ وهذه دماء هنا أيضاً ... أنا أعتقد بأنك تعرف بوجود الدم ... أرجوك يا بابا يسوع لا تغضب على أبى ... فهو متعب وقلق جداً من أجل أن يكون لدينا طعام ومن أجل دراستى أيضاً ... على فكرة يا بابا يسوع هل أنا أعجبك؟ ... فأنت أفضل صديق لى ... اَه هل تعرف أن عيد ميلادك سيكون الأسبوع المقبل؟ ألا تشعر بالسعادة ... أنا فرحان جداً ... أنتظر حتى ترى هديتى لك ... ولكنها ستكون مفاجأة ... اَه لقد نسيت ... على أن أذهب الاَن.
خرج جون مع الأب الكاهن وعبرا الشارع معاً .لقد كان الأب كيرلس معجباً جداً بالصبى جون الذى كان يداوم دائماً على الحضور إلى الكنيسة كل يوم ليصلى ويتحدث مع يسوع ,حتى إنه كان يتكلم عنه كثيراً فى عظاته كمثال جميل على الإيمان والنقاء والبساطة التى يتمتع بها جون رغم ظروفه الصعبة والفقر الشديد.
قبل يوم واحد من عيد الميلاد مرض الأب كيرلس ودخل المستشفى, فحل محلة كاهن اَخر كان قليل الصبر على الأطفال, وفى ذلك اليوم سمع الكاهن الجديد صوتاً فى الكنيسة فذهب ليرى من أين هذا الصوت, فرأى جون وهو يصلى ويتكلم مع الرب يسوع كعادته, فسأله فى غضب :ماذا تفعل هنا أيها الصبى؟
فحكى له جون عن قصته مع الكاهن كيرلس ... فصرخ الكاهن فى وجه وسحبه بعنف خارج الكنيسة, حتى لا يعطله عن التحضير لقداس الكنيسة ... حزن جون جداً لأنه كان أحضر معه اليوم هديته لعيد ميلاد صديقة يسوع, ولم يستطيع أن يرسلها إلى صديقة بسبب هذا الكاهن الجديد.
خرج جون وأثناء عبوره هذا الطريق الخطر, كان مشغولاً بلف هديته وحفظها, فصدمته سيارة كبيرة وأنهت عليه فى الحال, فتجمع حولة كثيراً من الناس, وهو غارق في دمائه وفجأة ... ظهر رجل بثياب بيضاء جرى مسرعاً إلى جون وحملة على ذراعية هو يبكى, والتقط هدية جون البسيطة ووضعها قرب قلبه, فسأله الناس المجتمعون هل تعرف هذا الصبي؟ فأجاب وهو يبكى: "هذا هو أفضل صديق لى" ... ثم مضى به وذهب إلى بيته.
وبعد أيام عاد الكاهن كيرلس إلى كنيسته, وفوجئ بالخبر الحزين فذهب إلى بيت أهل جون ليعزيهم ويسألهم عن الشخص الغريب الذى يرتدى ثياب بيضاء, ومن هو؟
فأجاب الأب بأن هذا الشخص لم يقل لهم شيئاً, لكنه جلس حزيناً يبكى على أبننا وكأنه يعرفه منذ فترة طويلة ... إلا أن شيئاً غريباً حدث أثناء وجودة معنا, لقد شعرنا بسلام كبير في البيت ... وقام برفع شعر أبنى وقبلة وقال بصوت منخفض جداً كلمات فى أذنيه. فسأله الكاهن ماذا قال؟ ... فأجاب الوالد : "قال شكراً على الهدية سأراك قريباً لأنك ستكون معي".
وأكمل الوالد لقد بكيت وبكيت ولكن شعوراً جميلاً كان بداخلي, فدموعي كانت دموع فرح, دون أن أعرف سبب ذلك ... وعندما خرج هذا الرجل من منزلنا ... أحسست بسلام داخلي عجيب وبشعور حب عميق ... أنا أعلم أن أبنى فى السماء ... ولكن أخبرني يا أبى من كان هذا الشخص الذي كان يتكلم أبنى معه كل يوم في الكنيسة؟؟؟؟؟؟؟؟
بكى الأب الكاهن وهو يقول كان يتكلم مع......يسووووع
|
|
|
|
|